الآن عرفت لماذا تراجع الإخوان عن اختيار د. حسن البرنس لوزارة الصحة، السبب صار واضحاً؛ فالدكتور البرنس لن يجد الإخوان أفضل منه لتبرير مواقفهم المتناقضة، فالبرنس يملك قدرة فذة وهائلة على التبرير المتواصل وتجميل مواقف الإخوان وقراراتهم تفوق قدرة مولدات السد العالى، وما يميزه أنه رجل متحمس ومصدق فعلاً أن كل قرارات الإخوان غير قابلة للنقد وكأنها إلهام من السماء ووحى من الله وقبس من النبوة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، ولو تولى البرنس وزارة الصحة لكانت خسارة فادحة للإخوان فلن يجدوا بديلاً أفضل من هذا الطبيب النابه كمدافع عنيد عنهم بعد فقدان صبحى صالح وأحمد أبوبركة لهذه القوة الدفاعية وجلوسهم على دكة الاحتياطى.

أقوى ما سمعته من د. البرنس كان أول أمس على التليفزيون المصرى فى تبريره لمسألة المائة يوم، كان رأياً بقوة قتل ثلاثية؛ فقد ضرب مثالاً للتأكيد على أن عداد خطة المائة يوم التى وعد بها الرئيس مرسى لا يبدأ إلا مع الحكومة الجديدة، وهذا كلام لم نسمعه من الدكتور مرسى نفسه قبل انتخابه، ولكن الظاهر أن الحرب خدعة وأن لكل حادث حديثاً، وكلام انتخابات الليل مدهون بزبدة يطلع عليها نهار الرياسة يسيح!!.

تساءل د. البرنس قائلاً: هل يبدأ ماتش الكورة مع وصول أتوبيس الفريق أم مع وصول الفريق إلى غرفة الملابس أم مع التسخين أم عند صفارة الحكم؟، بالطبع عند نزول الفريق أرض الملعب وانطلاق صفارة الحكم، هنا يبدأ الماتش!!، سأمشى معك وأجاريك فى هذا الكلام الذى ينتمى إلى فلسفة شيكابالا الذى يحتوى على مغالطات كثيرة، فهناك يادكتورنا العزيز الخطة التى توضع قبل الماتش ودراسة الفريق المنافس وتدريبات اللياقة البدنية وأعتقد أن كل هذا جزء لا يتجزأ من نجاح الفريق الذى يريد أن يفوز فى الماتش ومحسوب فى العداد، فأنا لا أجمع لعيبة كورة شراب من على مقهى المعاشات وأدخل بهم ماتش فى كأس العالم وعايز أفوز!!، فالخطة مهمة والانسجام مهم واللياقة مهمة.. إلخ والأهم أن هذا لم يكن وعد الرئيس.

نخرج من حوار الكورة وأمثلتها اللوذعية إلى ملعب الواقع المرير الذى لم يعد يحتمل لوع الإخوان، وقدرتهم النووية التى أنحنى لها احتراماً على تبرير الموقف ونقيضه بنفس الحماس واليقين، حسبة برما التى أدخلنا فيها الإخوان سأعلن لكم عن سبق حصرى للخطة القادمة لتفعيلها، عندما ستقترب نهاية المائة يوم ويجد الإخوان جراب الأمنيات فارغاً إلا من الفشل ستجد البرنس يخرج لنا معلناً أن عداد المائة يوم لن يبدأ إلا مع تشكيل الفريق الرئاسى!، ثم عندما تداهمنا المائة يوم التالية سيخرج علينا د. البرنس قائلاً: يا جماعة عداد المائة يوم المفروض أن يبدأ مع تشكيل فريق متجانس وليس فريقاً متنافراً، إذن يبدأ العد التنازلى مع تشكيل حكومة الإخوان المتجانسة التى ليس فيها ليبرالى والعياذ بالله، أو تكنوقراطى استغفر الله، بل إخوانى إخوانى والحمد لله.

إنها حسبة برما ومتاهة بيت جحا التى دخلناها ولا نعرف لها باب خروج.